تعتبر مسيرة الأربعين في حياة المؤمنين في هذا الزمان علامة فارقة تشكّل بحدّ ذاتها دليلاً وجدانياً على عمق الارتباط بين أتباع أهل البيت وأئمّتهم (عليهم السلام)، وتكشف في ذات الوقت عن بُعد النظر ودقة الرؤية لدى الأئمة (عليهم السلام) في تحفيز أتباعهم وربطهم بالمسار الإسلامي الصحيح من خلال عقيدة الولاء والبراء التي تشكّل هذه المسيرة المباركة من أبرز تجلّياتها.

ومركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الذي دأبَ على أن يقدّم للمؤمنين البرامج الحيوية والفاعلة يقدِّم اليوم هذا التطبيق عن هذه المسيرة المباركة والذي يتضمّن في إطار محتوياته حديثاً عن سبب التسمية لهذه المسيرة بـ(الأربعين)، وحقل آخر ينقل ما كُتب عنها من كتب وبحوث ومقالات، لينقل القارئ الشغوف والمتابع الحثيث إلى حقل المحاضرات ليقطف منها أقوالاً ولائية تحفّز في روحه وتجذِّر في أعماق وجدانه ولاءً حيوياً ينبض به قلبه، لينقله بعد ذلك هذا التطبيق المبارك بما يحويه إلى المراثي والزيارات، فيحطّ رحاله في محطة الشعر ليلتمس من وجدانياتها أنغاماً تصعد لقلبه إلى عالَمٍ فضاؤه عشق أهل البيت (عليهم السلام)، ليرى وهو في ذلك العالَم صور الماضي التي حَكَت تلك المأساة بصور الحاضر التي يجسِّدها الموالون، وهو في هذه النشوة العشقية يستمع إلى ما يقوله العظماء في هذه المسيرة الخالدة لينظر بعين البصيرة من خلال خارطة الطريق ليحدد المسافة بينه وبين المعشوق بنظرة إلى شهداء مسيرة الأربعين تدفع بظهره وتقوّي عزمه الاستفتاءات الشرعية وفقه الزائر لتنفتح أمامه من خلال حقل مفتاح الأربعين أبواب جنان الخُلد التي لا عين رأت ولا أذن سمعت من قبل، إنها مسيرة الأربعين من خلال هذا التطبيق.